الثقافة في المملكة العربية السعودية تمثل مرآة لهويتها الوطنية، حيث تعكس تاريخها العريق وتطلعاتها المستقبلية، وتتشكل من تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع السعودي. يبلغ عدد سكان المملكة أكثر من 34 مليون نسمة، يتوزعون على 13 منطقة، يجمعهم رابط اللغة العربية، مع تنوع في اللهجات والعادات والتقاليد، مما يبرز غنى ثقافيًا فريدًا.
في قلب هذا التنوع، يبرز المبدعون من شعراء، وفنانين، ومؤرخين، ومعماريين، وغيرهم، الذين يجسدون صورة حية للثقافة السعودية، ويعملون كسفراء لإرثها الثقافي. هؤلاء المبدعون يسهمون في إبراز تفاصيل الهوية الوطنية، والحفاظ على أصالتها، وإغنائها بتجاربهم وابتكاراتهم التي تعبر عن روح العصر. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الآباء والأمهات دورًا محوريًا في نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة، مما يعزز الفخر والاعتزاز بالموروث الثقافي.
الحفاظ على هذا التراث الثقافي مسؤولية جماعية، حيث يُعتبر كل فرد حارسًا لهذا الإرث وشريكًا في استمراريته. فكما نعتز بتاريخنا، يجب علينا أن نعمل على تعزيز حضور ثقافتنا في كل مجال، ونمرر هذا الوعي عبر الأجيال القادمة بكل فخر وإبداع، لتظل هويتنا مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.
الثقافة مفهوم شامل ومتعدد الأبعاد، يضم مجموعة واسعة من المعاني والتجليات. فهي قد تتجسد في الآثار والمعمار التي تعكس تاريخ وحضارة الأمم، أو تتجلى في الشعر والفنون المسرحية التي تعبر عن الإبداع الفني والإنساني. الثقافة تشمل جوانب ملموسة مثل الأدوات والتحف والمباني، وكذلك جوانب غير ملموسة كالتقاليد، والعادات، والمعتقدات. إنها حالة ديناميكية في تطور مستمر، تجمع بين الماضي والحاضر، وتركز على التنوع والتفاعل بين مختلف الأبعاد الزمنية والاجتماعية. مع مرور الزمن، أصبح من الضروري أن تشمل الثقافة أيضاً الفنون الرقمية التي تمثل إبداع الإنسان في العصر الحديث، مما يعكس تداخل القديم والجديد في نسيج ثقافي متكامل.
في المملكة العربية السعودية، تُعد تحية الإسلام "السلام عليكم" أكثر من مجرد كلمات تُقال؛ فهي دعاء بالخير، وتمنٍّ بالسلامة والبركة للآخر. تحمل هذه التحية في طياتها معاني الاحترام والود العميق. غالبًا ما تتبعها المصافحة في اللقاءات الرسمية، كإشارة إلى التقدير المتبادل. وإذا كان اللقاء بين الأهل أو الأصدقاء المقربين، فإن التحية قد تأخذ شكل قبلة على الخد، رمزًا للتقارب العاطفي والعلاقات الراسخة التي تجمع بين الأفراد. هكذا، تتحول التحية إلى أكثر من مجرد بداية لقاء؛ لتصبح لغة ثقافية تعبر عن القيم الإنسانية الأصيلة.
تتجذر قيم الضيافة في المجتمع السعودي كجزء أصيل من الهوية الثقافية التي تعكس التقاليد العربية والإسلامية. يُعتبر استقبال الضيوف وتكريمهم واجبًا اجتماعيًا يعكس الكرم وحسن الاستقبال. تُقدم القهوة العربية والتمر كرموز للضيافة، وتُعبر عن الترحيب والاحترام للضيف. هذه الممارسات ليست مجرد عادات، بل هي تعبير عن قيم متأصلة تعزز الروابط الاجتماعية وتُظهر الاحترام والتقدير للآخرين.
تُعنى وزارة الثقافة بتطوير القطاع الثقافي في المملكة، وتصدير الثقافة المحلية دوليًا، وإتاحة الفرصة للمبدعين للمشاركة في الأنشطة الثقافية بالمملكة. كما تأسست هيئات ثقافية متخصصة، مثل هيئة التراث التي تهتم بتطوير قطاع التراث والحفاظ عليه، وهيئة المكتبات التي تتولى مسؤولية تطوير قطاع المكتبات، وهيئة الأدب والنشر والترجمة التي تدير قطاعات الأدب والنشر والترجمة، وهيئة فنون العمارة والتصميم التي تهدف إلى تطوير مجالات العمارة والتصميم في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تأسس صندوق التنمية الثقافي عام 2021م كصندوق تنموي يرتبط تنظيمًا بصندوق التنمية الوطني، وجاء إنشاؤه ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، بهدف دعم القطاع الثقافي وتمويل مشاريعه.
تُقام في المملكة العديد من الفعاليات الثقافية التي تعكس تنوع وثراء الثقافة السعودية، مثل مهرجان الجنادرية الوطني الذي يحتفل بالتراث والثقافة السعودية، وتُعتبر رقصة "العرضة" واحدة من أكثر الرقصات الوطنية الشعبية في المملكة. كما تُعقد معارض وندوات أدبية وفنية تساهم في تعزيز المشهد الثقافي المحلي والدولي.
تُولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على التراث الثقافي وتطويره، من خلال إنشاء المتاحف والمراكز الثقافية، وتنظيم المعارض التي تسلط الضوء على الأهمية الخاصة لآثار المملكة، لتعريف العالم بسلسلة التاريخ البشري المرتبط بحاضر المملكة المتقدم. يُعرض في هذه المعارض أكثر من 320 قطعة فنية أثرية تغطي العديد من الحقبات التاريخية، بدءًا من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) حتى عصر النهضة السعودية.
ثقافة ذوي الإعاقة في السعودية
تعتبر المملكة قضية ذوي الإعاقة جزءًا مهمًا من ثقافتها الحديثة، حيث تتبنى مبدأ الشمولية والمساواة. شهدت المملكة تطورًا في تحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز حقوق ذوي الإعاقة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
تعمل السعودية على تحسين البنية التحتية لتوفير بيئة ملائمة لذوي الإعاقة، مثل ممرات ووسائل نقل خاصة. كما يتم تمكينهم في المجالات الثقافية والفنية من خلال فعاليات ومبادرات تبرز مواهبهم وقدراتهم. تسهم الجمعيات والمنظمات الخاصة بذوي الإعاقة في تقديم الدعم وتطوير مهاراتهم، مما يعزز مشاركتهم في المجتمع.
الاحتفالات السنوية
أهم حدثين في العام هما شهر رمضان المبارك وموسم الحج. ينتهي رمضان بعيد الفطر، حيث يشتري الناس الهدايا للأطفال وتزور العائلات بعضها البعض. أما موسم الحج، فيجذب ملايين الحجاج إلى مكة المكرمة، ويختتم بعيد الأضحى، الذي يشهد عادةً تقديم الأضاحي تقربًا لله. كما تحتفل المملكة بيوم التأسيس (22 فبراير) واليوم الوطني (23 سبتمبر).
جوانب ثقافية
تتميز كل منطقة في المملكة بهويتها الثقافية الخاصة، مثل المأكولات وطرق اللباس المميزة. يساهم العديد من السعوديين في الحفاظ على التراث الثقافي من خلال جمع التحف الأثرية والقيام بأعمال فنية تعكس الجوانب الثقافية السعودية للعالم.
الشعر
الشعر يشكل جزءًا محوريًا في الثقافة العربية، وكان يمثل وسيلة رئيسية للتعبير الفني في المجتمعات البدوية. اليوم، لا يزال الشعر جزءًا أساسيًا من الثقافة السعودية، حيث يتجمع الناس في الفعاليات الثقافية، مثل مهرجان الجنادرية السنوي، للاستماع إلى الشعراء وقراءة أعمالهم.
الاستعراض الفني الشعبي
الاستعراضات الفنية، مثل "العرضة" التي تتميز برقص السيف، تحظى بشعبية واسعة. تعد هذه الرقصات تقليدًا قديمًا يعود أصله إلى منطقة نجد، ويشارك فيها مجموعة من الرجال الذين يحملون السيوف ويرددون قصائد شعرية.
الزي
الملابس التقليدية في المملكة تتسم بالبساطة والراحة بما يتناسب مع المناخ الصحراوي. يرتدي الرجال "الثوب" مع "الكوفية" أو "الغترة" مرفقة بالعقال، وأحيانًا يرتدون "البشت" كزي خارجي. الملابس الفضفاضة تتماشى أيضًا مع تعاليم الإسلام التي تشجع على الحياء.
المجوهرات
تعد المجوهرات جزءًا أساسيًا من التراث العربي، حيث كانت تعكس الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وتُصنع المجوهرات التقليدية من الذهب والفضة، ومع مرور الوقت بدأ استخدام مواد أخرى مثل الفيروز والعقيق، مع تصاميم مستوحاة من الزخارف الإسلامية.
المطبخ
تتأثر المأكولات السعودية بالطبيعة الصحراوية، ويعد الأرز والتوابل من المكونات الأساسية. يُعتبر طبق "الكبسة" الطبق الوطني في المملكة، ويُعتبر الغداء الوجبة الرئيسية.
الخط العربي
يعد الخط العربي جزءًا من الفن الإسلامي، وله حضور كبير في الأعمال الفنية في المملكة. يعتمد الخط العربي على التقاليد الإسلامية ويستخدم في النقوش على المعادن والسيراميك والمنسوجات وغيرها.
التضاريس والمعمار الأثري
تتمتع المملكة بتراث معماري فريد، يعكس تأثير البيئة والجغرافيا. تطور المعمار ليجمع بين التراث والحداثة، وبرز في العديد من المواقع التراثية التي تم تصنيفها كمواقع للتراث العالمي.
مآذن المساجد
تعد المآذن من أبرز المعالم المعمارية في المملكة، وهي رمز للروحانية والارتباط بالله، وقد ارتفعت لتكون مكانًا يسمع فيه الأذان. اليوم، تستخدم المكبرات الصوتية لإذاعة الأذان.
مواقع التراث العالمي
تحتضن المملكة العديد من المواقع المصنفة كمواقع للتراث العالمي، مثل موقع الحجر في العلا، وحي الطريف في الدرعية، وجدة التاريخية، وفن الصخور في حائل، وواحة الأحساء، وغيرها من الأماكن التي تحكي تاريخًا طويلًا من الحضارات المتعاقبة.
وزارة الثقافة
تم تأسيس وزارة الثقافة في يونيو 2018 بهدف تطوير القطاع الثقافي المحلي والدولي، كجزء من رؤية المملكة 2030. الوزارة تهدف إلى تعزيز الثقافة كأسلوب حياة، وتمكينها من المساهمة في النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تسهيل التبادل الثقافي العالمي.
الهيئات الثقافية
أنشأت الوزارة عدة هيئات فرعية تتعلق بالفنون، مثل هيئة فنون الطهي، وهيئة الأدب والنشر، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وغيرها، بهدف تعزيز النشاط الثقافي في المملكة ودعمه.
الفعاليات الثقافية
تنظم وزارة الثقافة العديد من الفعاليات الثقافية المحلية والدولية التي تعكس التراث والثقافة السعودية، إضافة إلى شراكات مع دول أخرى لتعزيز التبادل الثقافي.ولاستعراض بعض الخدمات المتاحة يمكن ذلك من خلال الرابط التالي.
وللمزيد من المعلومات الاطلاع على الرابط التالي
للاستفسارات أو التعليقات حول الخدمات البلدية، يُرجى تعبئة البيانات المطلوبة.
لم تتم إضافة أي تعليقات بعد
اخر تحديث:
05/22/2025
أعجب 5 من الزوار بمحتوى الصفحة من أصل 5 مشاركة